أخبار لبنان

مخيّم عين الحلوة… منطقة اشتباك ثابتة

بمعزلٍ عن صمود الهدنة في مخيم عين الحلوة، أو نجاح الموفدين الفلسطينيين واللبنانيين في مهمة إرساء معادلة أمنية تؤمن الإستقرار وتوقف الحرب، فإن الوضع العام سياسياً وأمنياً لن يعود إلى ما كان عليه قبل اندلاع جولة القتال الأولى في تموز الماضي، طالما أن الذيول المترتبة عن اغتيال إسلاميين متشدّدين قيادياً في حركة “فتح”، ما زالت تسيطر على المشهد وتمنع أي معالجة جذرية.

وطالما أن وقف النار الأخير بقي هشاً خلال الساعات الماضية، فإن مصادر فلسطينية مسؤولة، تستبعد أية عودة للمخيم إلى ما كان عليه قبل مواجهات تموز الماضي، مشيرةً إلى أن فريقي الحرب الدائرة، لن يتراجعا حتى تحقيق كل فريق منهما لأهدافه، مع العلم أنه من المستحيل أن يتمكن أي منهما من الحسم، على الأقلّ بالنسبة للمجموعات الإسلامية المتشددة، التي لم تشارك حتى في الإجتماعات التي تحصل في مدينة صيدا مع فاعليات المدينة، من أجل وقف إطلاق النار بعد كل جولة قتال.

وتؤكد المصادر الفلسطينية ل”ليبانون ديبايت”، إن أبناء المخيم، كما الفصائل الفلسطينية فيه، وكذلك الجوار، قد باتوا على قناعة بأن ما يحصل في عين الحلوة، يتخطى الإشكالات والإغتيالات الفردية أو “العائلية”، كما وصفها البعض، بل هي تندرج في سياق تحولٍ كبير يشهده المخيم الذي نزح قسم كبير من أهله، من أجل تكريس منطقة اشتباك ثابتة وقواعد اشتباك بين “فتح” والفصائل الفلسطينية المتعاونة معها، والمجموعات المتشددة التي لم تتضح طبيعتها أو أجندتها أو أهدافها الحقيقية.

والثابت في هذا الإطار، تشير المصادر، أن هذه المجموعات، حاضرة وبسلاحها من أجل مواصلة المواجهة مع حركة “فتح”، ولو بوتيرة مختلفة عن الأيام الأخيرة، وذلك في ضوء قناعة باتت راسخة لدى المتابعين والوسطاء على خط التهدئة، بأن هذه المجموعات ستلتزم بوقف النار بشكل مؤقت حتى التقاط أنفاسها وتأمين السلاح من أجل مواصلة الحرب.

ومن هنا، فإن المصادر الفلسطينية نفسها، تشدِّد على رفض أي سيناريو أو طرح متداول حول مصير قاتم للمخيم أو تهجير أهله، وتتحدث عن غموض لافت في طريقة تعاطي قوى فلسطينية بارزة.

كذلك، تتهم هذه المصادر، الجهات التي “وقفت على الحياد في المواجهات الدائرة، بأنها تتحمل مسؤوليةً في عدم الوقوف بوجه التداعيات التي تطال كل الفصائل الفلسطينية، وذلك، عندما تتعدّد مراكز القوى والقرار في المخيم، وبالتالي، تتغير التوازنات، بشكلٍ يصبح معه من الصعب استعادة الهدوء في المخيم، أو إزالة نقاط المواجهة التي تكاد تتحوّل إلى مواقع محصنة بالكامل، وخطوط تماس بين فريقين يحملان مشروعين سياسيين لعين الحلوة”.

(ليبانون ديبايت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى