أخبار لبنان
«ايمتى بتصير النافعة… نافعة؟»

في لبنان، كل شي «أونلاين» إلا الخدمة! المنصة الإلكترونية لتسجيل السيارات في مراكز «النافعة» خصوصاً في الدكوانة، تحوّلت من وسيلة لتسهيل معاملات الناس إلى لعبة حظّ: إدخل لتربح موعدًا… بعد شهرين، إذا المنصة فاضية.
المواطنون، كالعادة، هم في الصفّ الطويل، الواقفين بين «نافذة مقفلة» وسمسار فاتح من الفجر.
يقول أبو جهاد، الذي صار يحلم بالمنصة أكثر مما يحلم باللوتو: «من أسبوعين وأنا بحاول أحجز موعد لتسجيل سيارتي… كل مرة بيفتح الموقع بيطلعلي: (لا توجد مواعيد متاحة حاليًا).»
وأضاف: «قلت لحالي يمكن المنصة نامت، رحت لعند سمسار… قال لي: في موعد بكرا بـ150 دولار! يعني السيارة بتكلف أقل من الورقة!»
أمّا جاره، أبو سمير، فيختصرها بجملة واحدة: «يخيي المنصة مقفلة متل البلد، والسمسار فاتح متل السوق السودا!»
مصادر من داخل المصلحة بتقول إنو «المشكلة تقنية»، بس المواطن صار حافظ هالعبارة مثل النشيد الوطني.
يعني خلل تقني، نقص موظفين، ضغط معاملات… والنتيجة وحدة: المعاملات ماشية عالواسطة!
وفي بلد إذا المنصة وقفت، بتمشي الأمور عبر الواتساب، صار السمسار هو التطبيق الرسمي الجديد.
اما المصادر الرسمية فبتطمن إنو العمل جار على إعادة تفعيل المنصة تدريجياً.
بس الناس فقدت ثقتها بكل «تدريجياً» سمعوها من عشرين سنة.
أحد المواطنين قال بضحكة فيها وجع: «كل ما يقولوا تدريجياً، يعني ناطرين الأزمة تكبر أكتر! ما بعرف إذا المنصة نايمة ولا عم تعمل دايت من الزحمة.»
في النهاية، أزمة تسجيل السيارات مش بس مشكلة منصة، هي مرآة لإدارة عايشة بالزمن الورقي.
بين المنصة المقفلة والسمسار المفتوح، المواطن هو اللي بيدفع الفاتورة… بالدولار أحياناً، وبالأعصاب دائماً. ويبقى السؤال الكبير إيمتى بتصير النافعة… نافعة؟».
زينة أرزوني – اللواء
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.



