٢١ أيار ٢٠٠٠ كان يوماً تاريخياً في الصراع مع العدو حيث بدأت تُسجّل لحظات الانتصار لأهلنا من بلدة الغندورية باتجاه بلدة القنطرة، وأول هزيمة له منذ اغتصابه لفلسطين بموجب قرار أممي مشؤوم في ١٩٤٨ حتى اكتمل النصر في ٢٥ أيار، وأعلن يوماً وطنياً وعيداً رسمياً….!
وفي السابع والعشرين من شهر كانون الثاني من سنة ٢٠٢٥، تنتهي فترة وقف إطلاق النار وانسحاب عصابات العدو من القرى التي أمعنت فيها تدميراً وخراباً من دون مراعاة للمعاهدات والمواثيق الدولية. وفي ظل صمت دولي وتجاهل رسمي لبناني، يتهيأ أهالي القرى والبلدات والمدن للتوجه والعودة إليها رغم الالتباس في موقف العدو بين الاحتفاط ببعض النقاط والمغادرة بالتنسيق مع الإدارة الأميركية الراعية للكيان والداعمة والممولة عسكرياً ومادياً واستخباراتياً…!
لا حكومة تملك القرار السياسي بالمواجهة ولا القوات المسلحة شبه العزلاء من التجهيزات والآليات والقدرات في ردع العدو وطرده من المواقع التي يحتلها ويتحرك في داخلها ويدمر ويخرب البنى التحتية كي لا تكون صالحة ومؤهلة لعودة السكان رغم انتشار القوات الدولية والجيش اللبناني المكشوف والشبه العاري إلا من وطنيته وشجاعته.
وهذا الواقع يثير تساؤلات في وضع محرج، وهو يشاهد عصابات الصهاينة تسرح وتمرح على طول الحدود اللبنانية-الفلسطينية ويحرجه أمام أهله وشعبه ويجعله كبش فداء مع انعدام القدرات العسكرية بينه وبين العدو، من دون أي ضمانات فعلية تؤهله لردع العدو سوى وعود أميركية عربية محلية معسولة…!
وعليه إن السابع والعشرين من كانون الثاني سيحدد مستقبل المنطقة فهي أمام خيارين لا ثالث لهما:
١- انسحاب العدو من كل الأماكن والنقاط المتواجد فيها وانتشار الجيش اللبناني وعودة الأهالي وإعمار ما تهدم وضمان الاستقرار…
٢- تحرك القوى الوطنية والإسلامية والشعبية وأحرار الأمة لتأدية دورها في طرد العدو بقوة السلاح، وزرع العبوات وزلزلة الأرض من تحت أقدامه، فهو الذي لا يفهم إلا لغة القوة، كما أنه العالم والخبير والذي احتل العاصمة بيروت وفرض ١٧ أيار الذي أسقط وهزم وخرج من لبنان مدحوراً من دون قيد أو شرط…!
السؤال: أي خيار سيلجأ إليه العدو؟ الساعات القادمة ستجيب عليه، وما النصر إلا من عند الله، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، إلى اللقاء في أرض الطهر والقداسة المروية بدماء الأحرار والمعطرة بأنفاسهم..