في انتظار الردّ الإيراني المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، الشهيد إسماعيل هنية، وفيما لا يزال التوقيت عامل توتير على مستوى الإقليم، وخصوصاً لدى الجانبين الأميركي والإسرائيلي، أفاد ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين، وكالة «رويترز»، بأن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ ردّ طهران المباشر على إسرائيل، هو التوصّل خلال المحادثات المأمول عقدها يوم غدٍ الخميس، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووفق أحد المصادر، فإن إيران وحلفاءها، سيشنّون هجوماً مباشراً في ما لو فشلت المحادثات، أو إذا شعروا بأن إسرائيل تراوغ في عملية التفاوض. ولفتت المصادر أيضاً إلى أنه مع تزايد خطر نشوب حرب أوسع في المنطقة بعد اغتيال كلٍّ من هنية، والقيادي في «حزب الله» الشهيد فؤاد شكر، «انخرطت الجمهورية الإسلامية في حوار مكثّف مع الدول الغربية والولايات المتحدة، في الأيام الماضية، حول سبل الردّ على إسرائيل وحجمه»، علماً أن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قالت في بيان نُشر الجمعة الماضي: «نأمل أن يكون ردّنا في الوقت المناسب، وأن يتم بطريقة لا تضرّ بأيّ وقف محتمل لإطلاق النار» في غزة.
ورداً على بيان «الترويكا» الأوروبية، والذي دعت فيه إيران إلى الإحجام عن الردّ، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن الدعوات الموجّهة إلى طهران لضبط النفس في ما يتعلّق بالرد على إسرائيل «تفتقر إلى المنطق السياسي وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي».
وإذ انتقد الناطق باسم الخارجية، ناصر كنعاني، دعوات الغرب، فهو أكّد أن بلاده «مصمّمة على الدفاع عن سيادتها… ولا تطلب الإذن من أيٍّ كان لممارسة حقوقها المشروعة».
وفي الإطار نفسه، قال القائم بأعمال وزير الخارجية، علي باقري، إن «لإيران حقّاً مشروعاً في الردّ على جريمة الكيان الصهيوني»، مضيفاً، خلال مراسم تأبين هنية التي أقيمت في الوزارة، أن «هذا العمل الذي قام به الصهاينة انتهك أمن إيران القومي ووحدة أراضيها، ولإيران الحقّ المشروع في اتخاذ إجراءات مضادة ضدّ هذا العدوان من قِبَل الصهاينة».