أخبار لبنان

هدهد المـقـاومة يتحدّى “التفوق” “الإسرائيلي”

نشر الإعلام الحر بي في المـقـاومة الإسلامية الحلقة الثانية من الهدهد؛ عُرضت فيه مشاهد استطلاع جوي لمواقع استخباراتية ومقار قيادية ومعسـ.ـكرات في الجولان السوري المحـ.ـتل، ما يعكس قدرة المـقـاومة على الرصد والاستطلاع لمناطق ذات أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الـ.ـعـ.ـدو الصهيـ.ـوني.

كان الإعلام الحر بي قد نشر الحلقة الأولى من الهدهد، في حزيران/ يونيو الماضي، عرض فيها مسحًا دقيقًا لمناطق في شمال فلسـ.ـطين المحـ.ـتلة، في مدينة حيفا، حيث تضمنت مشاهد لمجمع الصناعات العسـ.ـكرية لشركة “رافائيل” ومنطقة ميناء حيفا العسـ.ـكرية والمدنية ومحطة كهرباء حيفا ومطارها وخزانات النفط والمنشآت البتروكيميائية، بالإضافة إلى مبنى قيا دة وحدة الغواصات وسفينتي “ساعر 4.5″ و”ساعر 5” المخصصتين للدعم اللوجستي.

وأفاد إعلام الـ.ـعـ.ـدو أن هذه المشاهد قد صُوّرت قبل حوالي شهرين، الأمر الذي يعكس تطور القدرات الاستطلاعية لحـ.ـزب الله بسبب البعد الزمني بين رصد الأهداف ونشرها، فضلًا عن أن بعض القواعد التي ظهرت في المقاطع المصوّرة قد تعرضت لهـجـ.ـمات سابقة من المـقـاومة خلال الأشهر التسعة الماضية، ومنها العديد من القواعد العسـ.ـكرية في الجولان السوري المحـ.ـتل.

لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، فأكثر من 70% من المناطق في إصبع الجليل قد تضررت جراء صـ.ـو اريخ حـ.ـزب الله وأكثر من نصف سكان كريات شمونة يرفضون العودة إلى منازلهم، بحسب وسائل إعلام الـ.ـعـ.ـدو التي رأت أن هذه التحركات الإعلامية والاستطلاعية تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لحـ.ـزب الله، تهـ.ـدف إلى تعزيز قدراته الردعية وتحسين موقفه التفاوضي في المنطقة.

الخبير بالشؤن العسـ.ـكرية العميد عمر معربوني يؤكّد، في حديث لموقع الـ.ـعـ.ـهد الإخباري، أن :” المضمون الأساسي لرسالة الهدهد هو الردع، فعندما نكون أمام استطلاع وثيق ودقيق لمنطقة حساسة في منطقة الجولان السوري المحـ.ـتل يعني أن غالبية المواقع التي جرى استطلاعها ترتبط بالجبهة السورية وليس بالجبهة اللبنانية، باستثناء مركز التزلج الغربي المرتبط إلى حد ما بالأراضي اللبنانية”.

ويقول معربوني:”إنّ بقية الأهداف ترتبط بشكل كامل بالجبهة السورية وما بعدها، وصولًا إلى الحدود العراقية، وربما أبعد. على أساس أنّ الاستطلاع شمل أهم ستة قواعد استطلاع وإنذار مبكر استراتيجية، إضافة إلى مواقع القيا دة والسيطرة، وما إلى ذلك”. ويضيف المتحدّث :”لقد كشفت المـقـاومة، في مشاهد “الهدهد2″، المواقع الأساسية والحساسة كافة التابعة للجيش “الإسرائيلي” في الجولان السوري المحـ.ـتل، إضافة طبعًا إلى كامل ثكنات ومواقع تموضع الفر قة 210 بما يوازي عمليات مسح بلغت تقريبا 1800 كم”.

ويوضح أنّ :” المـقـاومة كشفت تنامي قدراتها، من خلال الهدهد وبعض معرفتها بتفاصيل التموضع الصهيـ.ـوني، بالرغم من “التفوق الإسرائيلي” الكبير، إلا أنها وصلت إلى مرحلة تستطيع أن تعرف فيها عن جيش الـ.ـعـ.ـدو كل ما تريد أن تعرفه، من خلال إفشالها لأنظمة الرصد “الإسرائيلية” التي تتتبّع المُسيّرات وتمنعها من تنفيذ مهامها، وتُشرّح كل هـ.ـدف كبير إلى أهداف صغيرة بكل تفاصيلها”.

ويلفت الخبير العسـ.ـكري إلى أنّ الأسلوب الذي تعتمده المـقـاومة الإسلا مية، في الحر ب الإعلامية والنفسية، أسهم في زيادة منسوب التأثير على الوعي “الإسرائيلي”، عساكر ومستو طننين، كما أنه سيسهم في رفع مستوى الإرباك في منظومة تقدير الموقف السياسية والعسـ.ـكرية في كيان الـ.ـعـ.ـدو، ما سيُعقّد آلية اتخاذ القرار”.

ويُشدد الخبير العسـ.ـكري على أنّ :”مشاهد الهدهد أظهرت المستوى العالي لمنظومة القيا دة والسيطرة في المـقـاومة”، وبرأيه ستخلق نوعًا من الشكوك الكبيرة حول طريقة استخدامها في عملية جمع المعلومات؛ لأنّ الكثير من المعلومات لا يمكن تأكيدها عبر الاستطلاع التقني فقط، ما يعني أن الـ.ـعـ.ـدو سيكون أمام مشكلة كبيرة هي الاستعلام البشري”.

في ختام حديثه لـ”الـ.ـعـ.ـهد”؛ يشير العميد معربوني إلى أنّ :” ظهور الآية والطير صافات في نهاية المقطع المصوّر، كما في هدهد واحد، يعني أنّ الاستطلاع ما يزال مستمرًا ولم يتوقّف.. والكل ينتظر ويترقب إلى ما ستُظهره الحلقة الثالثة من الهدهد المرتبطة بمنطقتي صفد وطبريا، وهما منطقتا النسق الثاني لجبهتي لبنان وسوريا، ما يعني أن الـ.ـعـ.ـدو بات منكشفًا، سواء في الحافة الأمامية أم حتى في النسق الثاني، بكل ما يحويه من قواعد أساسية مرتبطة بجبهتي لبنان وسوريا، بشكل أساسي”.

(العهد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى