وجدت دراسة جديدة لمجلة “نيتشر ميديسن”، أن المشاكل الصحية الناجمة عن عدوى كوفيد- 19 الخفيفة يمكن أن تظهر بعد مرور ثلاث سنوات.
وأشارت الدراسة إلى خطر أكبر بعد ثلاث سنوات من حدوث مشاكل في الأمعاء والدماغ والرئتين، بما فيها متلازمة القولون العصبي والسكتات الدماغية البسيطة والتندب الرئوي.
ووفق صحيفة “وول ستريت جورنال”، هذا يختلف عما يعتقده معظم الناس باسم “كوفيد- 19 الطويل”، وهي حالة مزمنة منهكة يمكن أن تشمل التعب والضباب الدماغي وتسارع ضربات القلب.
وبدلاً من ذلك، وجدت الدراسة الأخيرة زيادة في خطر الإصابة بحالات صحية جديدة – أشياء ربما لا تعتقد أنها مرتبطة بمرض سابق – تتطور بعد سنوات.
هناك بعض الأدلة على زيادة حالات مرض باركنسون في أعقاب جائحة الأنفلونزا عام 1918.
وقد ربطت الأبحاث الحديثة بين فيروس إبشتاين بار، الذي يسبب مرض التصلب المتعدد، بعد سنوات أو حتى عقود. والأمراض الشائعة مثل الأنفلونزا يمكن أن يكون لها آثار لاحقة أيضًا.
ولم تحدد دراسة كوفيد- 19 الأخيرة سببًا للمشاكل الصحية اللاحقة، ويقول العلماء إنه من المحتمل أن يكون هناك أكثر من سبب واحد، لكن الأطباء يقولون إن أحد الأسباب هو الالتهاب على الأرجح.
يمكن أن تؤدي العدوى إلى الالتهاب، وهو رد فعل الجسم الطبيعي لمحاربة المرض.
وفي بعض الأحيان، لا يهدأ الالتهاب ويصبح مزمنًا؛ ما قد يؤدي إلى مشاكل تؤدي إلى حالات مثل الخرف والأمراض العصبية.
كان الأشخاص المصابون بكوفيد- 19 الخفيف أكثر عرضة للإصابة بمشكلة في الجهاز الهضمي 8% مقارنة بالمجموعة الضابطة بعد ثلاث سنوات.
وكانوا أكثر عرضة بـ 10% للإصابة بمشكلة عصبية، وأكثر عرضة بـ 22% للإصابة بمشكلة رئوية
ويعد الخطر المتزايد بعد ثلاث سنوات صغيرًا نسبيًا بالنسبة لأي شخص معين، وهو أقل بكثير من خطر المشكلات الصحية ذات الصلة في السنة الأولى بعد الإصابة. لكن حجم الوباء يعني أن الكثير من الناس قد يتأثرون، كما يشير العلي.
وحذرت الدراسة الأشخاص الذين أصيبوا بالسلالة الأولى من كوفيد- 19 في عام 2020؛ إذ تطور الفيروس منذ ذلك الحين، وقد يكون للنسخ المختلفة تأثيرات مختلفة.
وفي بعض الأخبار الجيدة، وجدت أحدث الأبحاث أنه بالنسبة لبعض المشاكل الصحية، فإن المخاطر المتزايدة تهدأ بحلول العام الثالث.
ووجدت أبحاث سابقة لإدارة الرعاية الصحية للمحاربين القدامى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وبعض حالات المناعة الذاتية في السنة الأولى أو السنتين بعد الإصابة بكوفيد- 19.
وأكدت هذه الدراسة الأخيرة أنه بحلول السنة الثالثة، لم يكن خطر تلك الحالات أكبر من الخطر الذي تواجهه المجموعة الضابطة، كما يقول العلي.