زار العلامة السيد علي فضل الله مقر حملة الخليل في مكة المكرمة، حيث كان له كلمة في الحجاج القادمين من لبنان، شدد في خلالها على “ضرورة أن نستفيد من هذه الفرصة المتاحة للاستزادة إيماناً وعبادة وتجسيدهما التزاماً وعملاً بعد العودة وانتهاء هذا الموسم، لأن الحج لا ينتهي بانتهاء مناسكه بل هو يبدأ فعلاً في رحلة الحياة حتى نهايتها”.
أضاف: “علينا أن نعرف أن القرآن تنزّل على رسول الله في هذه البقاع، وكان يرافق حركة المسلمين في بداية الدعوة ويرشدهم إلى ما يُصلح أمر دنياهم وآخرتهم ويوجههم في كيفية التصدي للأزمات والتحديات، ونحن نعرف أن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر والليل والنهار، وأن التجارب الإنسانية تتكرر، وهذا يفرض علينا أن نستهدي القرآن في خطواتنا، وفي قراراتنا، وأن نستلهم تعاليمه الأخلاقية والإنسانية والحركية لنكون حاضرين أمام التحديات التي تواجهنا كمجتمعات وكأمة”.
ورأى أن “من أهم تعاليم القرآن دعوته إلى الوحدة على المستوى الإسلامي، وأن يشعر كل واحد منا بأن هويته الإسلامية هي الأساس، إضافة إلى الهويات الأخرى التي لا تبتعد منها في الجوانب الأخلاقية والإنسانية”، مشيراً إلى “التحديات التي تواجه العرب والمسلمين والتي تفرض عليهم أن يتوحدوا لمواجهتها وعلى رأسها التحدي المتمثل بالعدو الصهيوني الذي انكشفت صورته الوحشية أمام العالم من خلال المجازر وعمليات الإبادة الجماعية في غزة واعتداءاته المتواصلة على لبنان، ولكنه لا يزال يحظى بتغطية أميركية وغربية تُتيح له استكمال مشروعه، وتعطي فرصاً مضاعفة لرئيس وزرائه نتنياهو لكي يمضي في مخططه الرامي إلى إبادة أهلها وتهجير من يتبقى منهم، وجعلها أرضاً غير قابلة للحياة واستمراره في موقعه وإدارته لحكومته اليمينة المتطرفة”.
وشدد على أن “العدو لن يغامر في الدخول في حرب واسعة ومفتوحة مع لبنان فهو مثخن بالجراحات من جراء ما أصابه ويصيبه في غزة وفي شمال فلسطين المحتلة، ولكنه يمتلك الكثير من الإمكانات لكي يوسّع من دائرة اعتداءاته واستهدافاته حتى للمدنيين، داعياً إلى الحفاظ على الوحدة الداخلية بكل عناوينها وخطوطها لمواجهة هذا العدو، والتصدي لمخططاته”.