أخبار لبنان

قطاف “زعتر الجنوب” يواجه التوتر والمزارعون تحت الخطر

باشرَ المواطنون بقطاف موسم الزعتر من الأودية والبراري رغم الخطورة من ارتياد المناطق البعيدة عن البلدات الجنوبية بسبب العدوان والقصف الإسرائيلي.
قطافُ المحصول في هذا الشهر وقبل أن يُزهر ليس محبذاً، لأن الزعتر المزهر يحتاج إلى شهر واحدٍ إضافي على الأقل لكي يكون جاهزاً لقطافه.

لكن ما يجري هو أنّ بعض المزارعين من النازحين السوريين يقوم بقطف الزعتر واستخدام المجرفة لقلعه من الأرض، ما يؤدي إلى عدم نمو النبتة العام المقبل.

إزاء ذلك، بادر مزارعون من جنوب لبنانإلى قطاف الزعتر وتقطيره، خصوصاً أن تلك النبتة تنتشر في مختلف أرجاء الجنوب، وقطافها وبيعها يعدّ مصدر رزق للكثير من العائلات.
يقولُ مدير “جهاد البناء” في يحمر المهندس ناصر عليق لـ”لبنان24″ إنَّ الزعتر نبتة أساسية في الجنوب، فهي تُزرع بكميات كبيرة لا سيما في مزرعة الحمرا وقرب نهر الليطاني على الخردلي وقرب البيوت.

يشرح عليق تفاصيل الإهتمام بتلك النبتة، فيقول إن الرّي يتواصل بشكل مستمر لكي يشهد المزارع موسمين من الزعتر، الأول في الربيع حيث ستكون هذه النبتة جاهزة للإستهلاك المباشر وأيضاً لتخزينها تحضيراً لفصل الشتاء، فيما الموسم الثاني يكون خلال الصيف والاستفادة منه تكون للتموين والتقطير الذي يخضع لمعايير دقيقة نوعاً ما.

ما يتبين هو أنّ سعر كيلو الزعتر تجاوز الـ1.5 مليون ليرة لبنانية أو 15 دولاراً، في حين أنّهُ مطلوب في بيروت وجبل لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

وحالياً، بدأ المواطنون يطلبون الزعتر الذي في الأساس يجري تصديرهُ إلى دولٍ مثل الأردن، الخليج، أميركا، حيث يُقطر ويستخدم في العلاجات الطبية من أمراض عديدة كضغط الدم والقحة والسكري.

التحدّي الأكبر، بالنسبة لعليق، يكمن في قدرة الجنوبيين الحصول على الزعتر وسط التوتر القائم حالياً، ويقول إن اندفاع المزارعين إلى الحقول في ظل الأوضاع الراهنة قد يعرضهم لإستهدافات من جهة، ولخطر القنابل العنقودية من جهة أخرى.

يلفت عليق إلى أنّ البحث عن الزعتر في الحقول والوديان ليس أمراً سهلاً الآن، لكن هناك عائلات تضطر للقيام بذلك من أجل تأمين مؤونتها السنوية وبيع ما يتيسر لديها من محصولٍ للمستهلكين.
في حديثهِ، ينتقد عليق عدم إلتفات البلديات والسلطات المحلية إلى فرض رقابة على القطف الجائر الذي يطال الزعتر، مشيراً إلى أن ما تتعرض له تلك النبتة يؤدي إلى الإضرار بنموها، وهو أمر سيؤدي إلى إلحاق خسائر مالية ومادية بالمزارعين الذين يعتمدون على الزعتر كمصدر رزقٍ لهم.

المواطنة سليمة قرة علي والتي تعمل على تقطير الزعتر تقولُ إن العملية بحاجة إلى وقتٍ طويل، فهي تبدأ من غسل الزعتر بعد قطفه ووضعه في “الكركة” التي تعمل على تقطيره.
تؤكد سليمة أنّ الزعتر مطلوب بكثرة في مناطق عديدة مثل النبطية وبيروت، مشيرة إلى أنَّ العمل الموسمي مهم جداً لعائلات كثيرة كونه يمنحها عوائد مالية تساعدها على الصمود قدر الإمكان في ظل الأزمة الإقتصادية الراهنة ووسط الأوضاع الأمنية الصعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى