ردت سفارة أوكرانيا على مقال للسفير الروسي ألكسندر روداكوف وقالت في بيان:” بالنسبة إلى الشعب الأوكراني، الذي يعاني يوميًا قصف المدن بالقنابل الجوية الروسية، وتدمير البنية التحتية الحيوية (وهو ما يفتخر به أصحاب البروباغاندا أنفسهم)، والذي يعاني التعذيب في الأراضي المحتلة على يد الجيش الروسي، فإن تصريح السفير الروسي أولكسندر روداكوف حول “عدم تورط” الجيش الروسي في عمليات القتل الجماعي في مدينة بوتشا ليس بشيء جديد، فالديبلوماسية الروسية فقدت المهنية والمصداقية في تصريحاتها وتحولت إلى جزء من الدعاية، وأصبحت الوقاحة والغطرسة والتضليل الوجه الجديد للسلك الدبلوماسي للاتحاد الروسي”.
أضافت:”منذ عامين، في 31 آذار تم تحرير مدينة بوتشا من الغزاة، والآن يعود المجرم إلى مسرح الجريمة في الفضاء الإعلامي. روسيا تستمر بطريقة خرقاء في تبرئة نفسها وتحويل اللوم عن نفسها. لكن جنود الفوج 234 المحمول جواً من بسكوف (أو ما تبقى منهم) يعرفون الحقيقة هم وأقاربهم، لأن المحررين الأبطال كانوا يتفاخرون في محادثاتهم الهاتفية حول جرائم القتل والتعذيب وسرقة المدنيين التي ارتكبوها”.
تابعت:”الرواية الأولى للسفير الروسي عن «بادرة حسن النية» هي مرآة ملتوية لخيالهم. الجيش الروسي لم يتراجع وهو يجرّ أذيال الخيبة إلا عندما تلقى صداً لائقاً. لقد زادت تباعاً بادرات حسن النية هذه – فتحرير منطقة خاركيف أصبح بلغة نظام بوتين إعادة تموضع، والانسحاب من مدينة خيرسون أصبح تموضعاً في مواقع أكثر ملاءمة وبالتالي، فإن المحتلين لم يكن لديهم أي نوايا حسنة في منطقة كييف، وعلى العكس من ذلك فهم تركوا المئات من القتلى ليس فقط في بوتشا، ولكن أيضًا في البلدات المجاورة”. ثانيا، تم إجراء تحقيقات مستقلة في مأساة بوتشا من صحافيين من بي بي سي، بيلد، رويترز، وكالة الصحافة الفرنسية، بيلينجكات، دويتش فيله، الغارديان، نيويورك تايمز، وأسوشيتد برس. لقد رأى الصحافيون بأم أعينهم جثث الأشخاص الذين تم إطلاق النار على أجسادهم وهم مقيدي الأيدي، وقد تعرضوا للتعذيب في أقبية منازلهم. هذه القسوة صدمت العالم، ولم يبقَ إلا روسيا وحدها التي تواصل التأكيد لنفسها أن جيشها لم يفعل ذلك. ولكن القاتل الذي يقتل مرة، لا يمكن أن يتوقف، لذلك بعد عودة هؤلاء الناجين القلائل إلى أراضي روسيا، يجب أن نتوقع جرائم قتل جديدة، ولكن هذه الكرة لمواطنيهم”.
وقالت:” ثالثاً، يستند السفير إلى التحقيق الذي أجرته صحيفة The Guardian، والذي يُزعم أنه أثبت أن “معظم الوفيات حدثت نتيجة للألغام المضادة للأفراد التي يستخدمها الأوكرانيون”. في الواقع، كانت الاستنتاجات التي توصلت إليها صحيفة The Guardian تتعارض تمامًا مع تلك التي نشرتها الدعاية الروسية. بالإضافة إلى ذلك، فالجيش الروسي يمتلك عددًا كبيرًا من نفس الأسلحة. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب استنتاجات خبراء الطب الشرعي الذين عاينوا جثث القتلى من سكان بوتشا، فإن 85% منهم ماتوا متأثرين بطلقات نارية من أسلحة خفيفة، معظمها في الرأس. إن وحشية وهمجية المحتلين الروس في بوتشا وغيرها، دانها قادة أكثر من 50 دولة وأكثر من 20 منظمة دولية. وأيدت 44 دولة المبادرة الأوكرانية لإنشاء محكمة خاصة لروسيا لمحاكمتها على جريمة العدوان. أما بالنسبة لنداءات السفير روداكوف إلى الأمم المتحدة، فدعونا نذكره بقرار محكمة العدل الدولية الصادر في 16 آذار 2022، والذي يلزم روسيا بوقف الأعمال العدائية على أراضي أوكرانيا.
ختمت:” إن كان السفير الروسي في لبنان يأمل بشدة في ظهور الحقيقة وانتصارها، فسيُثبت المجتمع الدولي والدولة الأوكرانية حقيقة تورط كل المذنبين بارتكاب جرائم قتل وإبادة الشعب الأوكراني، وستحكم محكمة لاهاي على جميع المجرمين، لأن عشرات الآلاف من القبور في جميع أنحاء أوكرانيا تنتظر الحقيقة التي ستهزم الأكاذيب الروسية”.