يمكن أن يعاني مريض كوفيد-19 بعد الإصابة الحادة، من أعراض طويلة المدى في شكل استمرار للأعراض أو ظهور أعراض جديدة، بحسب ما صرح به الدكتور جيمي رايلانس، اختصاصي كوفيد طويل المدى في منظمة الصحة العالمية.
وفي حلقة جديدة من برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية وتقدمه فيسميتا غوبتا سميث، قال الدكتور رايلانس إن المشكلة هي أن الأعراض متغيرة للغاية، حيث يمكن أن يواجه المرضى صعوبة في إدراك إصابتهم بها، ويمكن للعاملين في مجال الرعاية الصحية، بصراحة، أن يواجهوا صعوبة في التعرف عليها، ولكن إذا كان الشخص مريضًا نموذجيًا لكوفيد طويل الأمد، فربما يشعر بالتعب طوال الوقت أو ضبابية الدماغ وصعوبة التركيز والنوم وضيق التنفس.
التشخيص الصحيح
أوضح الدكتور رايلانس أنها الأعراض الرئيسية ولكن هناك الكثير من الأعراض الأخرى، التي يمكن أن تمثل أيضًا أمراضًا طبية أخرى، لذلك من المهم حقًا الحصول على التشخيص الصحيح، ويحتاج العاملون في مجال الرعاية الصحية والمرضى إلى العمل معًا للقيام بذلك، موضحًا أنه عندما بحث العلماء عن الأسباب الكامنة وراء مرض كوفيد طويل الأمد، فقد تم ملاحظة العديد من التشوهات المختلفة، من بينها جلطات الدم الصغيرة جدًا أو استجابات الخلايا المناعية المتغيرة، أو المحفزات أو الاستجابات غير الطبيعية داخل الجهاز العصبي، أو التغيرات في الجراثيم المعتادة.
وأضاف أنه نظرًا لوجود العديد من الاحتمالات المختلفة، فلا يوجد اختبار تشخيصي واحد. ولكن هناك حاجة إلى إحالة المرضى إلى العلاج، مع التركيز على الأعراض التي تزعجهم والتأكد من عودة وظائفهم الحيوية إلى وضعها الطبيعي.
أعراض مختلفة
وفيما يتعلق باختلاف الأعراض لمرضى كوفيد-19 طويل المدى، قال الدكتور رايلانس إنه لا يوجد شخصان متماثلان ويمكن أن يكونا مختلفين تمامًا.
ولكن يوجد بعض العلامات الرئيسية التي يمكن أن تتنبأ بما إذا كان الشخص أكثر عرضة لخطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد أو بالمدة التي قد تستمر فيها الأعراض.
حالات كوفيد الشديدة
وأوضح الدكتور رايلانس أن التطعيم يساعد في الحماية من الإصابة بحالات مرض كوفيد الشديدة وكوفيد طويل الأمد، مشيرًا إلى أن الأشخاص، الذين عانوا من حالات مرض كوفيد شديدة هم، بشكل خاص، أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد، ومن المرجح أن تستمر الأعراض لفترة أطول. وأضاف أن هؤلاء هم الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفى أو إلى وحدة العناية المركزة بشكل خاص، وبالطبع فإن الحالة الصحية للأشخاص قبل الإصابة بفيروس كورونا مهمة حقًا أيضًا. لذا، فإن المشكلات الصحية الطويلة الأمد أو الموجودة مسبقًا، وأمراض الجهاز التنفسي ومشاكل الصحة العقلية، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد.
وبالتالي، فإنه من المهم حقًا محاولة الحفاظ على نمط حياة صحي قدر الإمكان.
التعافي التام
وقال الدكتور رايلانس إن معظم الأشخاص يتعافون تمامًا وربما يستغرق ذلك شهورًا وبالطبع بعض الأشخاص يمكن أن يتأثروا بشدة لسنوات. على الرغم من عدم وجود علاج طبي محدد، إلا أن ما يتعين فعله حقًا هو الوصول إلى المرضى وعلاجهم من المشكلات التي يعانون منها، موضحًا أن الأمر غالبًا يرتبط بإعادة التأهيل، وإعادة الأشخاص إلى حالتهم الوظيفية، للاستمتاع بالحياة والصحة.
علاجات محددة وتجارب سريرية
وأكد الدكتور رايلانس أن هناك علاجات طبية محددة لبعض الأشخاص وبشكل عام تقطع شوطا طويلا للمساعدة في تحسين نوعية الحياة. لذا، فإنه متفائل بقدرة العلم على تقديم المزيد من العلاجات، وأن هناك مئات من التجارب السريرية الجارية في الوقت الحاضر.
وأعرب عن اعتقاده بأن هناك أملا فيما يتعلق بالعلاجات الجديدة، ولكن بصرف النظر عن العلاج الطبي، فإنه يدرك أن أكبر عقبة يشعر بها الأشخاص المصابون بكوفيد طويل الأمد في الوقت الحالي هي عدم التعرف على مرضهم.
الدعم الدائم بلطف
واختتم الدكتور رايلانس ناصحًا بأن مرضى كوفيد طويل الأمد يصابون بالإحباط بسبب ضبابية الدماغ أو الأعراض الأخرى، لذا، فإن ما يحتاجون إليه هو اللطف والدعم من خلال علاجهم ومن عائلاتهم وأصدقائهم وأصحاب العمل لأنه من مصلحة الجميع ألا يشعر الأشخاص المصابون بكوفيد طويل الأمد بالوحدة طوال الوقت حتى بلوغ مرحلة التعافي.