اخبار اقليمية

ماذا خلف الاهتمام “الإسرائيلي” المتزايد برئيس حماس في غزة يحيى السنوار؟

برز في الآونة الأخيرة، تركيز الاحتلال الإسرائيلي على تحقيق إنجازٍ وهمي، ومحاولة بثّ بذور فُرقةٍ بين حركة حماس ومحور المقاومة، وذلك من خلال فبركة معلومات تتعلّق بالحركة وقيادتها في غزة، وخصوصاً رئيس الحركة، يحيى السنوار. 

الاحتلال عمد إلى بثّ تقارير تُنسَب إلى السنوار، يزعم أنّه عثر عليها في أنفاقٍ ومراكز داخل القطاع، وتتعلق بـ”يقينه بحرب تحريرٍ كبرى خلال طوفان الأقصى”، للإيحاء بأنّ محور المُقاومة فرّط بهذه الفرصة، وذلك لبثّ التفرقة بين المحور وحماس. كما نشر أخباراً عن تنقّل السنوار بين الأنفاق والمدن وانتقاله إلى سيناء المصرية.

وبالإضافة إلى ذلك، سعى الاحتلال إلى نشر مزاعم تهدف إلى الترويج بأنّ هناك خلافات داخل حركة حماس، كجزء من الحرب النفسية على صعيد الحركة ذاتها، ومؤيديها، إذ ادّعى وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، بأنّ حماس تبحث عن بديل للسنوار، وأنّها “لا تثق في قادتها”. 

وهذه أساليب ضيّقة تعاملت فيها “إسرائيل” مع السنوار لبثّ الأمل بمقتله، لتعود الخيبة وتتجدد مع عودته بعد غيابه في عزّ لحظات التفاوض، وفقاً للإعلام الاسرائيلي. 

وبسبب فشله في الوصول إلى قادة المقاومة، سوّق إعلام الاحتلال أيضاً إلى أنّ هناك شهداء من الجناح العسكري للحركة، كتائب القسام، في معركة “طوفان الأقصى”، الأمر الذي نفاه عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق. 

ولم يكتفِ الاحتلال بهذه الأكاذيب، بل عمل أيضاً على إيقاع بلبلةٍ بين القاهرة وحماس، مشيعاً أنّ مصر تريد القضاء على الحركة في غزة بأيدٍ إسرائيلية، بالتوازي مع لعبه على وتر العلاقة بين حزب الله وحماس، مُشيعاً أنّ الحزب يطالب الحركة بالمرونة في المفاوضات.

لكن وبينما يحاول الاحتلال، من خلال هذه الدعايات المضللة، تعويض أوراقه الخاسرة باجتياح رفح جنوباً، والتغطية على جيشها المُستنزف وتهالك اقتصادُها المتأزم، يصمد السنوار وقيادة القسّام عسكرياً، وعلى رأسها محمد الضيف ومروان عيسى، صمودٌ يعكسه تناسق محور المقاومة تعاوناً وتنسيقاً عسكرياً وسياسياً، في مقابل حلف واشنطن الذي يعمل لإيجاد مخارج لمأزقه، بعد فشله في تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة واستعادة الأسرى، على الرغم من التدمير والقتل والانتقام. 

وتعليقاً على هذه القضية، أكّد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، للميادين، أنّ “مشروع المقاومة لا يرتبط بأشخاص، برغم قيمة وأهمية هؤلاء الأشخاص، بل هو مشروع الشعب الفلسطيني”. 

وأضاف حمدان، بشأن العلاقات بين قوى محور المقاومة، أنّ هذه العلاقات “كُتبت ونُسجت بالدم والتضحيات”، مشدداً على أنّه “لا يمكن لدعاية سوداء أن تخدشها”. 

وأشار إلى أنّ المقاومة في فلسطين “راهنت على محور المقاومة، ولا تزال”، مؤكّداً أنّها “تثق في أنّ هذا المسار هو الذي سيفضي إلى التحرير”. 

بدوره، قال محلل الميادين للشؤون الإسرائيلية، عباس إسماعيل، إنّ “حديث الاحتلال الإسرائيلي عن السنوار، وربط استشهاده بالقضاء على حماس، يظهر بأنّهم لم يتعلموا عن تجاربهم، وكأنّهم نسوا أنّ عمليات اغتيال كبار القادة من كل فصائل المقاومة لم يؤدِّ إلى نتيجة”. 

وأضاف إسماعيل، للميادين، أنّ “هناك محاولة إسرائيلية ممنهجة لتشويه صورة السنوار من جهة، من خلال الادعاء بأنه هرب مع عائلته، ومن جهة ثانية حصر مركزية المواجهة بالسنوار، ظنّاً منهم بأنّ اغتياله في مرحلة ما، سيبيع الجمهور صورة نصر، ما يعكس الفشل في تحقيق الأهداف الأساسية والبحث هن أهداف ثانوية، علماً بأنّ الإسرائيليين شككوا بهذا الخطاب”. 

من جانبه، قال محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام، إنّ اسم السنوار “حُفر في ذهن الإسرائيليين بأنّه هو الذي غلب وقهر إٍسرائيل ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.  

وأوضح اللحام للميادين أنّ “الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية أخطأوا بقراءة هذا الرجل، حين ظنوا بأنّه يمكن شرائه بالمال واللعب عليه لإبقائه حارساً على جدار غزة، فكانت المفارقة الكبرى بأنّ هذه التقدريات كانت خاطئة مع بدء طوفان الأقصى”. 

ولذلك، فإنّ “جزء كبير من الحملة ضد السنوار يرتبط بنقاط عدة، أولاً الانتقام منه شخصياً، وثانياً استعادة الهيبة لنتيناهو، وثالثاً الانتقام لأجهزة الأمن والجيش، لأّنه تمكن من خداعهم والانتصار عليهم، أمّا رابعاً، فلتحقيق نصر وهمي أمام الإسرائيليين”، وفق اللحام.  

في هذا السياق، أكّد مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية – حماس، أنّ هذه السياسة الإسرائيلية التي يدّعي فيها الاحتلال إنجازات وهمية، إنما ينتهجها بسبب فشله في الوصول إلى قادة المقاومة، على الرغم من عدوانه المستمر منذ 136 يوماً، والذي لم ينفذ فيه سوى المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. 

وشدّد المصدر على أن فبركة الاحتلال أخباراً تتعلّق بقادة الحركة في غزّة، والمجاهد يحيى السنوار، “سخيفة”، وتأتي في محاولة “رفع معنويات الجيش الإسرائيلي والكيان المنهار”.  

وتابع أن ادعاءات وزير “الحرب” في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، بشأن خلافات داخل قيادة حماس والبحث عن بديل للسنوار هو كلام فارغ وحرب نفسية مكشوفة.

وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست”، قد نقلت عن مصدر أمني، أنّ “حماس خدعت بصورة مثالية إسرائيل قبل هجوم الـ7 من أكتوبر، إذ إنّ الجيش كان أعمى وفشل”. 

وأضاف المصدر أنّ “السنوار والضيف كان لديهما علم بالمراقبة الاستخبارية، وأوصلا الرسائل عبر أساليب سرية”، مشيراً إلى أنّ بعض أدوات التجسس الإسرائيلية، التي زُرعت في غزة عام 2018، “وقعت في يد حماس”.

وبعد تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، “قاد السنوار المفاوضات بشأن تبادل الأسرى، وهو يُدير العمليات العسكرية مع الضيف وقائد آخر، من أنفاق غزة ربما”، وفق ما قالته مصادر من حماس لوكالة “رويترز”. 

وفي اشتعال القتال في قطاع غزة، يرى أحد مصادر الاحتلال الأمنية قرينة على وجود السنوار، وكفى بذلك شاهداً على أن المقاومة حية، وقد حققت نصرَ أشهرٍ طوالٍ، بحرب غير مسبوقة منذ نشأة الكيان.

وأمّا “إسرائيل”، فمنذ صدمتها الأولى، تتحرك دون عقل ولا ضابط، لفشلها في تحقيق أي إنجاز في قطاع غزة، بفعل سواعد المقاومين.

المصدر: الميادين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى