نظمت بدعوة من اللقاء اللبناني – الفلسطيني، مسيرة حاشدة في صيدا لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، دعماً لغزة والضفة الغربية والقدس.
المسيرة انطلقت من ساحة الشهداء في صيدا، وجابت شوارع مدينة صيدا، وصولاً إلى ميدان جمال عبد الناصر (ساحة النجمة)، تقدمها حملة الرايات والفرق الإسعافية . كما أطلق المشاركون فيها الهتافات الداعمة للشعب الفلسطيني الصامد.
وتقدم المشاركون النواب الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري، شربل مسعد، علي عسيران، ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، وممثلو أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، وممثلو هيئات اجتماعية وثقافية، ورجال دين، وحشد من الشباب وسكان مدينة صيدا والجوار ومخيم عين الحلوة. واختتمت المسيرة، بوقفة تضامنية عند ساحة النجمة، حيث ألقى كل من النائب سعد، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي كلمات أكدوا فيها دعمهم “لأهالي غزة الصامدين”.
وقال النائب سعد إنه ” اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني من هنا من صيدا التي قاومت الاحتلال وانتصرت عليه ومن صيدا التي ساهمت في مسيرة التحرير لكل الجنوب أحيي فلسطين ومقاومة فلسطين، وأحيي شهداء فلسطين وأسرى وأطفال ونساء وشيوخ ورجال فلسطين كما أحيي المقاومة في لبنان وأحييكم جميعاً .
أضاف ” عملية 7 تشرين طوفان الأقصى هي محطة من محطات النضال الوطني الفلسطيني المديد من أجل انتزاع الحقوق 7 تشرين أنزلت هزيمة مذلة بالجيش الإسرائيلي 7 تشرين استدعت أساطيل أميركا والغرب لحماية هذا الكيان من أبطال من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقاتلون فوق أرض فلسطين وهنا أهمية معركة 7 تشرين أنها جرت على أرض فلسطين وأن أبطالها هم أبناء شعب فلسطين”.
وتابع ” هذه العملية البطولية أعادت إحياء القضية الفلسطينية ، والآن وبنتيجة هذه العملية شن العدو الصهيوني حرباً همجية إجرامية على الشعب الفلسطيني كما على الضفة الغربية والقدس ،هي حرب إبادة وتدمير وقتل وتهجير الأهداف المعلنة من قبل العدو الصهيوني أنه يريد استعادةالمحتجزين لدى حركة حماس والمقاومة، وأنه يريد أن يصفي حركة حماس هذا ما أعلنه العدو لكنه اضطر مرغماً أمام صمود المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني إلى التفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن، والهدف الآخر هو تصفية حماس، ولم يحقق من أهداف هذه الحرب أي شيء وكما نعرف جميعاً أن هدفه المضمر هو تصفية القضية الفلسطينية هذا هو الهدف الأساسي، ولكن معادلة الصراع تقول أنه طالما بقي احتلال ستبقى المقاومة وستستمر المقاومة وستنتصر المقاومة”.
ورأى سعد أن ” أياً تكن نتائج الحرب التي يشنها العدو بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية فإن مرحلة جديدة وصفحة جديدة من النضال الوطني الفلسطيني ستفتح، هذه المرحلة تستند بشكل أساسي ويجب أن تستند على وحدة الموقف الفلسطيني ، هذا الموقف الذي تجسد في الميدان ، يجب أن يترجم في الخيارات السياسية في مواجهة هذا المشروع الصهيوني التصفوي للقضية الفلسطينية… وهناك مرحلة جديدة علينا وعلى الشعب الفلسطيني أن نواكبها معتبراً أن ما جرى هو إضافة للنضال الفلسطيني المديد من أجل استعادة حقوقه الوطنية ولندرك أن هناك حقائق جديدة سوف تبرز في واقعنا العربي ، والتفاعلات الغاضبة التي جرى التعبير عنها في عواصم العالم تأييداً للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة في مواجهة الوحشية والاجرام الصهيوني”.
وتابع: “هذه التفاعلات والجماهير الكبيرة التي خرجت في كل عواصم العالم تأييداً لفلسطين سوف يكون لها اثر على مسار القضية الفلسطينية دعماً للشعب الفلسطيني ودعماً لحقوقه الوطنية فوق أرضه”.
واعتبر أن “القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض لم تقدم شيئاًسوى الكلام ولم تأخذ أي إجراء يضع حداً لهذا العدوان وهذا الإجرام مؤكداً إن مسارات التطبيع مستمرة . ومعاهدات السلام لم تتأثر ، هذه حقائق بات يعرفها شعبنا والشعوب العربية، لذلك سيكون الحساب لاحقاً عسيراً فكيف يترك هذا الشعب أمام الآلة التدميرية الوحشية الإسرائيلية؟”.
واردف: ” تكلموا عن حل الدولتين أين هو هذا الحل؟ في ظل الاستيطان والمستوطنين واجرامهم بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تريد حل الدولتين منذ 30 سنة والكلام يتكرر من دون أي نتيجة، ومن دون تحقيق أي هدف إسرائيل لا تؤمن إلا بسلام القوة والقتل والإجرام والتهجير،هذه هي إسرائيل”.
وقال ” لقد اضطر العدو للموافقة على هدنة أسموها هدنة إنسانية وخلال أيام الهدنة لم يصل للشعب الفلسطيني ما ينقذه من جوع وعطش ومن رعاية صحية ومن انتشال جثامين شهدائه من تحت الأنقاض هذه الهدنة الإنسانية ملغمة وهي قابلة للانفجار وانفجرت هي ليست هدنة لوقف العدوان والإجرام والقتل ، هذه هدنة ليست لشعب فلسطين هي هدنة لمحاولة تبييض صفحة إسرائيل وهذا الإجرام الذي ارتكبته. هدنة لكي يقول الأميركيونأنهم حريصون على الأبرياء هي هدنة لتلميع صورة المتخاذلين العرب”.
ودعا سعد إلى “اتخاذ إجراءات لوقف العدوان مع عودة الحربوالقتل والتدمير والتهجير”، معتبراً أن “سيناريو التهجير يتجدد، ولم يسقط عند العدو الصهيوني .رهاننا على بطولات المقاومة في فلسطين وفي الضفة الغربية، رهاننا على بطولات الشعب الفلسطيني وصموده ليمنع هذا التهجير، لأنه تهديد للأمن القومي العربي برمته، وهو لا يستهدف فقط الشعب الفلسطيني، وإن أي انكسار للمقاومة في فلسطين هو تهديد للأمن القومي العربي .. فليدرك حكام البلدان العربية هذه الحقيقة ، إنالقضية الفلسطينية ستبقى مركز الصراع ومحور الصراع في المنطقة العربية قضية فلسطين هي قضية لبنان المأزوم، وقضية سوريا والعراق واليمن ومصر، وقضية كل بلد عربي قضية فلسطين ننطلق منها لمعالجة كل قضايانا في لبنان وسوريا واليمن ومصر وكل مكان في المغرب العربي والسودان وغيره فلسطين هي قضية الشعوب العربية التي تريد التحرر من الصهيونية والعنصرية ومن القهر والاستبداد هي تريد التحرر من التشرذم الفئوي والطائفي والمذهبي، هذه هي قضية فلسطين، قضية فلسطين تختصر كل قضايا الأمة العربيةالتحية لكل الشهداء”.
ورأى أبو العردات من جهته أن “يا أهلنا في صيدا والجنوب والمخيمات المناضلة… هذه المسيرة اليوم في صيدا، قلعة العروبة وبوابة المقاومة هي ليست الأولى وليست الأخيرة، وهي استكمال لهذا الدعم والتأييد والمشاركة والانخراط في معركة الوجود . ما يجري اليوم في غزة والضفة والقدس هي معركة وجود للشعب الفلسطيني هذا ما قلناه وما نؤكد عليه خلال هذه المسيرة”…
أضاف “اليوم العدوان مستمر ويتجدد بعد هدنة دامت لأيام في محاولة لفرض واقع جديد تريده هذه الحكومة اليمينية المتطرفة الإرهابية الإجرامية ولم تحقق شيئاً سوى تدمير المنازل وقتل المزيد من الأطفال والشيوخ والنساء في غزة والضفة والقدس، لذلك كل ما رفعناه منذ هذه الحرب التي شنت علينا نتمسك به، ونؤكد أنه من الضروري وقف هذا العداون بأي شكل من الأشكال استناداً إلى قرارات مجلس الأمن، وقرارات القمة العربية والإسلامية، واستنادا لما يردده كل الأحرار في العالم سواء على مستوى الحكومات والبرلمانات ، أو على مستوى المسيرات التي في أميركا وأوروبا حتى أميركا اللاتينية، كما ندعو إلى تدفق المساعدات بدون قيود إلى غزة. ونحيي كل المحامين من كل الدول الذين جمعوا الملفات لتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية لكي يمتثل هؤلاء القتلة والمجرمون ، قاتلو الأطفال والنساء والشيوخ أمام المحاكم الدولية لينالوا حسابهم”…
واعتبر ممثل حركة حماس في لبنان احمد عبد الهادي ” أن طوفان الأقصى مثل حدثاً استثنائياً استراتيجياً هز أركان العدو الصهيوني بل وصلت تداعياته إلى المنطقة برمتها التي كانت تتحضر لتصفية القضية الفلسطينية عبر الحكومة الصهيونية المتطرفة الفاشية وتم إنجاز هذا الهدف الكبير في السابع في تشرين وانتهى لذلك جاءت الولايات المتحدة الأميركية ومعها الغرب بقوتها إلى المنطقة لكي تأمر الآلة العسكرية الصهيونية القاتلة بأن تمعن قتلاً ومجازراً بشعبنا ، مشيراً إلى أنهم يظنون بذلك يمكنهم أن يفرغوا الإنجاز الضخم الذي تكرس من محتواه ، وظنوا أيضاً أنهم يمكن أن يمنعوا المقاومة من استثمار هذا الإنجاز الضخم لصالح قضيتنا وشعبنا فأمروا الاحتلال أن يمعن في ارتكاب المجازر، وأن يجرب حظه في الميدان لعله يحقق إنجازات الهدف المذكور”…
ورأى إن مشروع التهجير الذي يصر عليه العدو منذ اللحظة الأولى من العدوان، سيقابله شعبنا بقرار الصمود بأرضه مهمابلغت الاثمان والتضحيات ، إن المعركة التي تجري حالياً هي معركة وجود، لذلك هي تحتاج كل الدعم.. ومن هذا الدعم تلك المسيرات التي تشاركون فيها مسيرات الدعم والتضامن هذه تؤدي إلى رفع المعنويات ورفع الصوت استنكاراً للمجازر كما الأنشطة في المخيمات وكل المنطقة والعالم اليوم العالم تغير ويقف إلى جانب الشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني. وسننتصر بإذن الله الرحمة . للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والحرية لأسرانا وستكون قريبة”.