التوقيت لافت أيضاً حيث جاء بعد يوم واحد فقط من التهديدات الاسرائيلية على لسان نتنياهو عشية إعلانه دخول وقف إطلاق النار مع جبهة المقاومة في لبنان، والتطرق المباشر في تهديداته إلى سورية، مع التركيز على اسم الرئيس بشار الأسد.
في هذا السياق استضفنا في موقع قناة المنار الخبير في الشأن العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد هيثم حسون للتوسع بما يقع من أحداث في الشمال السوري.
حسون ذهب مباشرة في بداية حديثه إلى القول “بالتأكيد لا توجد صدفة” فالموضوع ليس فيه صدفة ان تتحرك المجموعات الإهابية في سورية في توقيت انتهت فيه العملية العسكري البرية للكيان الصهيوني في الجنوب اللبناني بالفشل الذريع والتي أظهرت القدرات الحقيقية للكيان.
تهديدات نتنياهو لسوريا وذكر الرئيس الأسد، تأتي باتفاق جميع المراقبين والخبراء من احساسه بالدور السوري لتعزيز قدرات المقاومة ودعمها. وذهب الخبير في العسكري والاستراتيجي إلى القول بأن هناك تنسيق عالي بين تركيا والكيان الصهيوني في كل مجريات الأحداث. وأشار إلى عدم استطاعة المجموعات الإرهابية على التحرك بدون أوامر مباشرة من القيادة التركية والتي يحتل جيشها في قسم من الأراضي السورية، وهذا ما يشير إلى التنسيق الاستخبراتي الصهيوتي التركي.
منذ شهر وتركيا تعمل على التمهيد والتشوش على الجيش السوري في المنطقة، إضافة لما وصفه حسون بالدعم والتمهيد الناري خلال إطلاق عملية العدوان على مناطق تمركز الجيش السوري.
وبحسب العميد حسون، أن سلوك تركيا يأتي لتثبيت احتلال القوات التركية للمنطقة المتمركزة فيها، كما عرّج على شرح ماهية البيان المصاغ الذي أطلقته المجموعات الإرهابية مع بدء عدوانها على مناطق الجيش السوري والقول أنها تريد ردع سورية، فهذا ليس من قدرة المجموعات الإرهابية، إنما يراه حسون هذا من أهداف العدو الصهيوني، وتركيا يراها صاحبة المصلحة بالدرجة الأولى، وهذه المواجهة الكبيرة هذه المرة بين الجيش السوري والإرهابيين إنما هو بدعم عسكري مباشر حسب محدّثنا.
يشرح العميد هيثم حسون مناطق العمليات العسكرية خلال ما أطلقه الإرهابيون منذ يوم أمس الأربعاء، وكيفية سير الأوضاع في الشمال السوري، إذ بدأ بتمهيد ناري كبير من شمال حلب في الخط الممتد من دارة عزة وباتجاه الجنوب على مسافة تقريبية 25 إلى 30 كم عن الحدود الإدرارية لمحافظة حماة، وهذه المنطقة التي يتحدث عنها العميد تتمركز ضمن الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب.
بدأت عملية الهجوم من الشمال الغربية باتجاه الجنوب الغربي، ونفذت بتمهيد ناري واسع أولاً، ومن ثم بعملية تضليل معلوماتي وتشويش الكتروني وتشويش على الاتصالات، بعد ذلك بدأت علمية التقدم باتجاه ثغرات بين مواقع الجيش العربي السوري وهذا ما أمّن التقدم على مواقع الجيش السوري والالتفاف على وحدات الجيش بعمق 5 حتى 6 كيلومتر، والتقدم بعدها نحو 7 إلى 8 كيلومتر، إلى أن تمكنت وحدات الجيش العربي من إعادة التجميع واحتواء الهجوم المعادي وتم اليوم الانتهاء من احتوائه.
وحسب توقعات حسون انطلاقاً من خبرته يعمل الجيش السوري على بناء خط تأمين ومواجهة للانطلاق نحو هجوم معاكس وإعادة الوضع إلى ما كان عليه وبالتالي في مرحلة لاحقة تطوير العمليات العسكرية للجيش في العمق داخل المناطق التي شكلت نقطة انطلاق للمجموعات الإرهابية.